حياكة الحصران المستوحاة من سعف النخيل هي احدى المهارات التراثية والحرف اليدوية البارزة لدى سكان مناطق الاهوار
ابراهيم لطيف ابراهيم – مرصد تراث الاهوار في ذي قار
تتمتع الصناعات المحلية التراثية بجماليات خاصة من البساطة والذوق الفطري، ومن هذه الصناعات الجميلة صناعة حصران النخيل، وبرغم تطور الصناعات المنزلية والأثاث بقى لهذه الصناعة قبول كبير لدى كثير من الحرفيين، لما تتمتع به من فن وسمات خاصة، حيث تعتبر المادة الأساسية في هذه الصناعة هي السعف، وبالتحديد (قلب النخلة) إذ أن السعف الطري والقابل للمطاوعة في عملية الحياكة، أما السعف الكبير فيستخدم في عمل المقشات (المكانس) التقليدية وهناك العديد من الصناعات مشابهه لهذه التحفة الفنية من حيث المادة الاساسية ، مثل السلال والمكنسة اليدوية التراثية التي تعتمد جميعها على سعف النخيل في الصناعة لذا فهذة الادوات المنزلية جميعها، تتضمن في مصطلح السعفيات. حيث تعد الحصران من اساسياتها ولا يكاد بيت يخلو من هذه الحصران في الحقبة الماضية، بل ظل العمل بها جاري لحد الان في بعض المناطق النائية وايضا المدن المحبة للتراث.
حصران النخيل يعتبر من التراث اللامادي من الناحية الفنية والامكانيات والمهارة المتوارثة، التي تدخل في صناعتها حيث تنتج اليوم وتشترى لأغراض عدة ومن ضمنها اعادت ذكريات مستخدمها، حيث تعيد به الذاكرة الى الماضي ويشده الحنين الى ايام قد عاشها بهذه الادوات البسيطة ادوات البيئة المتوفرة آنذاك، فقد كان الاعتماد على الخبرات الفردية والمهارات المتوارثة لتطوير نوع من الموجودات وانتاج منها ألة او أداة للاستفادة منها في مقاومة ظروف البيئة الحاضنة لها، التي تعكس جانب من الحياة اليومية.
