البيت الثقافي ذي قار

البرگة البغدادية تراث طبيعي راسخ في ذاكرة الإجيال

البرگة البغدادية تراث طبيعي راسخ في ذاكرة الإجيال

فارس سلمان الاسدي – مرصد تراث الاهوار / ذي قار

البغدادية عبارة عن بحيرة مائية دائرية الشكل تقريبا تقع في عمق مكون الاهوار الوسطى في ذي قار – الجبايش، حيث لها امتداد طبيعي تجاه هور الحويزة التابع إلى محافظة ميسان، البرگة المذكورة تبعد عن مركز مدينة الجبايش 7 كيلومتر تقريبا، ما يميز تلك البرگة الجمال الطبيعي الساحر، تحيط بها من كل الجهات مناظر الهور الجميل الممتلئ بنبات القصب والبردي والحشائش، بالإضافة إلى النباتات المغمورة وسط المسطحات المائية.

تعد ايضا احدى الاماكن المميزة وسط الاهوار لكونها تحظى بأقبال واسع من قبل الزائرين والسياح والوافدين لأغراض السياحة والدراسات البحثية لكونها طبيعة فريدة من نوعها ولما فيها من ثروات زاخرة وتنوع بيئي واحيائي، ومن الجدير بالذكر سعت وزارة الثقافة والسياحة والآثار – دائرة العلاقات الثقافية العامة وفق برنامجها الحكومي على إدراج الاهوار كتراث عالمي ضمن لائحة التراث العالمي اليونسكو، بإلإضافة إلى إدارج 6 مواقع إثرية عراقية كتراث عالمي وذلك في تموز 2016.

كما يوجد بجوار البرگة المذكورة محطات استراحة للسواح حيث يقوم بعض ابناء الاهوار بتقديم السمك المسگوف للزائرين كوجبة طعام طازجة ولذيذة المذاق، ولعلمنا ان البرگة البغدادية لها امتداد طبيعي إلى قرية ابو سوباط المرشحة الآن من قبل هيئة السياحة التابعة لوزارة الثقافة إلى أفضل 1000 قرية سياحية عالميا، كما للبرگة المذكورة امتدادات طبيعية اخرى عبر بعض الانهر والمسطحات المائية الممتدة الى مناطق واماكن اخرى في اعماق الهور مثل إيشان گبة وإيشان حلاب وغيرها ويذكر حسب المعلومات انها كانت على شكل تلول اثرية انذاك منذ مئات السنين، لكنها اندثرت مع مرور العصور والازمان نتيجة التغيرات المناخية والبيئية والجيلوجية التي طرأت الارض، ويذكر حسب المعلومات والمرويات ايضا كان هناك احد الاساطير المتناقلة ويسمى احفيظ ويلقب بالحرس الأمين لخزينة الملك آنذاك.

وبما ان البرگة البغدادية يتوفر فيها المناخ المناسب لذا استوطنها البعض من سكان الاهوار المحلين لغرض العيش وتربية الابقار والجاموس وممارسة صيد الاسماك والطيور، للاستفادة من منتوجاتها التي تشكل موردا اقتصاديا مثل صناعة الگيمر والجبنة بانواعها المتعددة إضافة إلى ممارسة بعض الحرف والمهارات اليدوية، أن تلك المنتجات لها جدوى اقتصادية مهم في دعم المنتج الوطني في الاسواق المحلية ، كما يذكر ايضا أن البرکة البغدادية جاءت تسميتها لكونها كانت قديما مركزا تجاريا لبيع وتبادل السلع والبضائع وملتقى للتجار القادمين من بغداد ومناطق اخرى ولهذا سميت بالبرگة البغدادية ولازالت شاخصة ليومنا هذا، برغم شحت مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات منذ سنوات، ما دعى الى جفاف اغلب مساحاتها بل تركت الكثير من الجوانب السلبية ومنها هجرة بعض سكانها من مربي الجاموس وقلة الثروة السمكية وانعدام الزراعة وفقدان ملامح الطبيعة الحقيقية في الهور لذا ينبغي من الجهات ذات العلاقة تكثيف الجهود وتسليط الضوء على تلك المناطق لكي تعود الاهوار الى زمنها السبعيني المنعم بالخيرات، لكونها مصدر اشعاع تراثي وسياحي واقتصادي مهم جدا.

May be an image of 2 people, people fishing, boat and lake

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى