المنارة الحدباء من مساجد العراق التأريخية ويقع في الساحل الأيمن (الغربي) للموصل. وتسمى المنطقة المحيطة بالجامع محلة الجامع الكبير.
شيّد الحاكم السلجوقي نور الدين زنكي المنارة الحدباء في عام 1172 في المجمع الديني الذي يضم جامع النوري. وبلغ ارتفاع المنارة 45 متراً وكانت مزيّنة بالآجر المزخرف. وسُمّيَت هذه المئذنة باسم “الحدباء” – والأحدب لغةً هو ناتئ الظهر – في القرن الرابع عشر عندما أصبح انحناؤها بادياً للعيان.
وظلت المنارة سليمة في حين أُجريت عمليات ترميم لسائر المعالم الأثرية في المجمع على مر الزمن. وساهم ذلك في الحفاظ على أجزاء أصلية من المجمع المشيّد في العصور الوسطى كانت دائماً وأبداً أحد المعالم البارزة لهذه المدينة التاريخية ورمزاً يجسّد قيمتها الثقافية ويقترن باسمها.
واعتاد الزائرون الذين يتجوّلون في شارع نينوى، وهو الشارع الرئيسي الممتد من شرق المدينة القديمة إلى غربها، على الاهتداء إلى طريقهم بالمنارة الحدباء. ولهذه المئذنة أهمية كبيرة في العراق حتى أن صورتها طُبعت على العملة الورقية العراقية من فئة العشرة آلاف دينار.
ودُمّرت المنارة التي انتصبت لقرون في سماء هذه المدينة العظيمة لتوفر لها الحماية تدميراً شبه كامل في عام 2017، وكان تدميرها حدثاً مأسوياً وطنياً. وهبّ أبناء الموصل إلى حماية الموقع بأرواحهم خلال معركة تحرير المدينة عبر إقامة سلاسل بشرية حوله، وقد حال فعلهم الشجاع هذا دون تدمير المنارة بالكامل.