تقرير لقصر الثقافة والفنون في هيت حول الجاون.. تاريخه وطريقة صنعه واجزاءه
دائرة العلاقات الثقافية العامة
الجاون: اسطوانة خشبية طولها من 60 سم الى 70 سم قطرها 40 سم لها فوهة من الاعلى ومغلقة من الطرف الثاني. صناعتهْ في هيت بدأت منذ 1885 م وكانت الاخشاب تجلب عن طريق النهر من الشام حيث الاخشاب المعمرة الصلبة والقوية التي تمتاز بالمتانة، او من شمال العراق من خشب البلوط وهو الاكثر جودة لصناعة الجاون من خشب الشام، وكان يؤتى بالخشب من الشام والشمال بواسطة اداة نقل تسمى “الشختور” بأطوال مختلفة.
ويقوم بتقطيعها في هيت خصيصا لصناعة الجاون، وكانت العوائل الفقيرة في هيت تقوم بصناعة الجاون من خشب الغرب المعمر على ضفاف نهر الفرات لعدم مقدرتها الحصول على خشب افضل، يؤخذ خشب الشام والشمال بعد تقطيعه من 60 -70 سم وازالة جميع الادران من كل قطعة وتصفيتها لتكون جاهزة لإشباعها بزيت الزيتون وزيت القطن وزيوت اخرى واصباغ تخص صاحب المهنة، تدهن القطع وتشبع بالزيت وتخزن في مكان يمنع عنه الهواء ونور الشمس وحتى الضوء لمدة تزيد على 360 يوم، وبعد الخزن الطويل والتزييت الكثيف يستخرج الخشب ويكون شكله غير مقبول احيانا، لكنه بصلابة اكثر ويؤخذ الخشب وتتم ازالة القشور بالشفرة والمطرقة ازالة شاملة، وينظف من جميع العقد التي تكون تحت القشرة، بعدها تكون جاهزة للحفر.
وتحفر بواسطة فأس منحنية خاصة بصناعة الجاون يكون طولها من 25 الى 30 سم وشفرة الفأس عرضها 4 سم، العمل فيه تعب ومشقة وصعوبة ويحتاج للمهارة وصقل من الداخل، اي بطن الجاون بحيث تنزلق الى قعر الجاون بكل سهولة ويسر.
الميجنة: تتكون من قطعتين خشبية ذراع الميجنة والطخماخ وتكون على شكل حرف T ويصنع ذراع الميجنة من خشب التوث او خشب البرتقال المعمر، والطخماخ حصرا من التوث لأنه يزيد من ثقل الميجنة ويسمى “التثقالة” والتثقالة قطعة من خشب التوث متوازية الاضلاع بطول 30 سم وسمك 7 سم وعرض 8 سم هذه القياسات هي تقريبية وحسب الحاجة، وطرف او ذراع الميجنة فهو من خشب التوث او البرتقال المعمر قطره 6سم وبطول 120سم ويربط الطخماخ على الذراع بواسطة مسامير خشبية بعد ان نقوم بحفر الطخماخ من وسطه. ونقوم بنجارة الطرف الآخر من الذراع بشكل دقيق ثم ندخل طرف الذراع في الطخماخ وندقه بمسامير خشبية وتكون الميجنة جاهزة لتؤدي واجبها مع الجاون في عمله المتكامل.
وان الجاون كان في هيت قبل التاريخ 1885، لكن توسعت صناعته وصار اكثر انتشارا بعد هذا التاريخ بعد معرفة نوعية الخشب الاصلح لصناعة الجاون، ودخل في صناعة الخبز، حيث الحنطة والشعير يتم تهبيشها قبل الطحن على الرحى في المنازل او الطواحين المائية المنتشرة في حوض نهر الفرات العظيم، وبعد رائحة الخبز الفواحة الزكية تأتينا رائحة الحلوى الشهية ايام الحصار اللعين ، يفوح منه عطر السمسم المحمص وتمر الجورة، او الزهدي اليابس من قرية المعمورة حيث النخيل الباسق حول واحتها الجميلة وهي تتوسط الصحراء، وصارت المعمورة مركز للزوار والسياحة الربيعية، وان اهالي هيت هم زوار هذه الواحة، واستثمر اهالي هيت تمر الزهدي اليابس في قرية المعمورة لعمل “المدگوگة” الشهية حلوى الفرات ذات النكهة بالسمسم المحمص.
عمل المدگوگة سهل وممتع في الليالي الباردة داخل البيوت الهيتية، يؤخذ كمية من تمر الزهدي اليابس من المعمورة ونضعه في الجاون ثم نقوم بتحميص السمسم ونضعه على التمر داخل الجاون، والسمسم المحمص الساخن يساعد على عجن التمر اليابس وتليينه وان ميجنتين تتناوبان في آن واحد على الجاون وبعد ساعة تقريبا تكون المدگوگة جاهزة بعد العمل المتواصل حتى لا يبرد الجاون، المدگوگة مزيج من التمر والسمسم وزيت السمسم الدافئ الشهي.
ملاحظة، يؤخذ شريط من الحديد المغلون بعرض1.5 انج يوضع حول فوهة الجاون لحمايته من الكسر والتشظي، وكذلك حول القاعدة لنفس الغرض.