اخبار القصور الثقافيةالبيت الثقافي اربيل

تاريخ وأسرار فن الخزف في أصبوحة لقصر الثقافة والفنون في اربيل

تاريخ وأسرار فن الخزف في أصبوحة لقصر الثقافة والفنون في اربيل

نظم قصر الثقافة والفنون في اربيل، اليوم الأربعاء، اصبوحة ثقافية استضاف فيها الفنانة الدكتورة نعمات محمد رضا، للحديث عن تاريخ وأسرار فن الخزف، والتحديات التي تواجه رواجه، وسبل الإرتقاء به.

واستهلت الأصبوحة بتقديم من قبل الشاعرة فالنتينا يوارش وأستعراض للسيرة الذاتية للدكتورة نعمات التي تحدثت عن تاريخ فن الخزف والذي يعود الى 5 الاف سنة قبل الميلاد، وكان له الدور الكبير في حفظ والتعريف بتاريخ وحضارات الأمم القديمة.

وأستعرضت الفنانة المراحل التي تمر بها عملية الخزف والتي تبدأ من اختيار المواد الاولية وهي التربة المأخوذة من المناطق السهلية او الصخور البركانية، وخلطها وتحويلها الى طين يتم تشكيلة بحسب فكرة الفنان، وبعدها يتم إدخالها الى أفران مخصصة تتراوح درجة حرارتها بين 900 و1300 درجة مئوية، وبحسب المادة الاولية او العمل الفني المرغوب بإنجازه.

وعن الغاية من عملية الفخر بواسطة الحرارة، أوضحت الفنانة، انها تُعطي الأعمال قوة وصلابة لمواجهة تغيرات الزمن وتقلبات المناخ، وهو الأمر الذي ساهم بحفظ تاريخ الحضارات القديمة.

ولفتت الى ان العملية النهائية في الخزف هي بمرحلة التزجيج والتي تكون من خلال إعداد الخليط المستخدم في طلاء الأعمال وبواسطة الرش او باستخدام الفرشاة او المضخات الكهربائية، وهي المرحلة التي تعطي للعمل الخزفي شكله النهائي المُلون.

وبينت الدكتورة نعمات أن الأعمال الخزفية تنقسم الى اعمال ذات أستخدام مثل الاواني والصحون وغيرها التي كانت سائدة سابقاً في المنازل ولازال بعضها يستخدم حتى الان، والنوع الثاني وهو الخزف الجمالي وهو الذي يستخدم في المعروضات والتي يتم عملها من قبل الفنانين المختصين حصرًا.

وبشأن التحديات التي تواجه فن الخزف، بينت الدكتورة نعمات، ان التحدي الأول هو ضُعف الثقافة بهذا الفن الذي يتطلب ان يكون جمهوره دارساً ومطلعاً عليه، وبالتالي فان غير المطلع لن يستوعب ويفهم العمل الخزفي او الافكار التي اراد الفنان ان يعبر عنها، ولفتت الى ان التحديات الاخرى هي في المنافسة مع الاعمال الفنية المستوردة والتي تباع بأسعار زهيدة قياساً بالاعمال المحلية، وكذلك ارتفاع كلف صناعة الاعمال الخزفية من حيث المواد الاولية والنفقات التشغيلية.

وأقترحت الفنانة نعمات مجموعة من الخطوات التي من الممكن تنفيذها للإرتقاء بفن الخزف في العراق، ومنها تدريس فن الخزف في المدارس المتوسطة والاعدادية او حتى الابتدائية وبشكل تدريجي حتى يتم التعريف به والتدريب عليه، ومن الممكن ان يتم فتح مشاغل عامة لتعليم فن الخزف لكل المواطنين وبمعزل عن العمر او المستوى التعليمي.

وتخللت الإصبوحة مجموعة من المداخلات والإستفهامات من قبل جمهور الحاضرين، والتي اجابت عنها الضيفة، ومنها أسئلة عن شرح وتوضيح المغزى ومعاني مجموعة من الاعمال التي قدمتها الفنانة نعمات للجمهور.

وشهدت خاتمة الإصبوحة تقديم القاصة مها عادل درع التميز والإبداع للدكتورة نعمات، وهو التكريم الذي دأب قصر الثقافة والفنون في اربيل على تقديمه للشخصيات المتميزة في مختلف الإختصاصات الفنية والثقافية والمجالات الاخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى