تنور الطين جزءاً مميزاً من التراث الثقافي غير المادي
فارس الاسدي.. مرصد تراث الاهوار
تنور الطين هو وسيلة تقليدية لتحضير رغيف (الخبز)، يستخدم في العديد من مناطق الإرياف، يصنع من مادة الطين (الصلصال) ويتميز بتصميمه الذي يحتفظ بالحرارة لفترة طويلة، يتم بناء التنور على شكل أسطوانة مفتوحة من الأعلى مع فتحة تهوية عدد /2 في الأسفل لتحسين عملية الاحتراق، تشعل النار داخل التنور باستخدام الحطب المتوفر حسب طبيعة البيئة حتى يسخن جدران التنور، ولا يقتصر استخدامه على الخبز فقط بل يستخدم لشوي السمك (المسگوف).
اما عملية الخبز بالتنور تتمثل بوضع العجين على جدران التنور من الداخل بعد اكمال مرحلة التقطيع وتكون على شكل اقراص منتظمة حسب الحاجة تسمى (اللواث) ومن ثم تفرش تلك القطع على اداة خاصة دائرية الشكل تسمى (المزلاگه)، اما السمك (السمچ) يوضع بواسطة اداة عبارة عن اسياخ مصنوعة من الحديد مربوطة بعضها بالآخر يسمى (الشواي)، يوضع وسط التنور حيث تكتمل عملية شوي (السمچه)، إما بالنسبة لرغيف الخبز سيصبح جاهزا للتناول بعد اكتسابه الحرارة المطلوبة من جدران التنور، رغيف الخبز والسمك كلاهما يشكلان مادة غذائية مهمة للعيش لما فيها من فوائد صحية كبيرة ومذاق مميز.
يعتبر (تنور الطين) جزءا من التراث الثقافي غير المادي وإحدى المهارات والحرف اليدوية التي يقوم بها بعض الافراد والمجموعات وخصوصا النساء، حيث اشتهرت تلك المهارة والحرفة اليدوية بوجه الخصوص لدى سكان الاهوار المحليين، وكذلك في مناطق اخرى منذ مئات السنين، حيث يستخدم في المناسبات المتعددة، ويعتبر أيضا رمزا للضيافة وفق العادات والتقاليد الاجتماعية.